إنتشار الحضارة الإسلامية

حين نتأمّل تاريخ أيّ شعب من الشعوب، فإنّ أوّل ما يشدّ اهتمامنا هو ما أضافه هذا الشعب، على المسيرة البشرية من التحضّر والتطوّر. وقد شكّل الإسلام منذ اللحظة الأولى لظهوره مفترقاً فاصلاً بينه وبين ما سبقه من الجهل المُطبق، فَوُلِد الصراع بين الهَدي والضلال، وصار كلّ طرف يسعى كي يكون هو الأقوى دوماً.
وبما أنّ الإسلام يحضّ على العلم، ويحثّ على مواكبة التطوّر، فإنّ المُنضَوين تحت لوائه، لا يوفّرون فُرصة، ولا وسيلة علمية أو تقنية حديثة إلا واستخدموها في سبيل نشر المعرفة، والدعوة إلى إعمال العقل، وإشغال الفكر، والإكثار من التأمّل في ما اشتمل عليه هذا الكون الفسيح من آيات تزيد المُتيقنين يقيناً، وتُزيل الغشاوة عن عيون المُشككين.