الأحد , أبريل 2 2023

الصّباحُ يتأبّطُ أحلامَنا وينطلق..

  ” في الصباح المبكّر

    والنومُ ما زال أفقاً مكتنزاً بالمرايا،

    تمشي خطوتين، متعثّراً بأحلامك..” (1)

   كم من الأحلام تغزو نومنا يومياً؟ وكم هي كثيرة تلك التي تشغلُ مخيّلتنا خلال يقظتنا، حين يتمكّنُ أحدُنا من التوقّف في محطة راحة أو تأمّل عبر تفاصيل يوميّاته شبه المتكررة، والتي تشكّلُ مُتنفّساً مرغوباً، رغم بساطتها أحياناً وحتّى ضيق وقتها.

   الأحلامُ بنوعَيْها جزء لا يتجزّأ من هذه الحياة. ومهما حاول الواحد منّا أن يكون واقعيّاً وعقلانياً إلى أقصى حد، فلا بدّ للحلم أن يكون ضيفاً مُحبّباً في العديد من صفحات مفكّرته التي تكتظّ بمواعيد العمل الجاد والإستفادة من تلاحق الساعات بما يعود عليه بالربح الوفير.

   ومع انبلاج فجر كلّ يوم، وتحديداً:

   ” عندما يأتي الصّباحُ

     يحملُ الحزنُ ظلالَه

    ويُغادرُ إلى بيته ” (2)

   وحين يبتعدُ الحزنُ عن صباحنا، علينا أن نتوجّه نحو الحياة، أن نتركَ لها الحرية التامة بأن تضخّ أكبر قَدْرٍ من حيويّتها في أنفاسنا ونفوسنا، وأن تلفح وجوهنا دوماً بالإبتسامات، كي لا يخطر ببال الحزن أن يغادر بيته، وكي تبقى أرواحنا:

   “متشبّثة بحلم الحياة

   تفتح نافذة على الشمس

   لتعانق نورها

   وتبتكر لغة 

   لا يعرفها سواها.” (3)

   وتنعقد خيوط الصباح بالحياة والطموح والحلم، لتبثّ فينا المزيد من حُبّ العطاء، والمزيد من قوة الصبر والصمود، فما لم يتحقّق اليوم، قد يرى النور غداً، وما لم نحصل عليه البارحة، قد نصادفه فيما بعد. فلنبدأ مسيرتنا بثقة وأمل، ولننصت إلى زقزقة العصافير عوضاً عن نعيق الغربان، ولتكن صرختنا المدوية النابعة من صميم الفؤاد نحو الآخر:

   ” إنْ كانتْ الأرضُ

     تَدورُ وتتحَرّكْ،

     فلماذا أنتَ ثابتٌ

    يا مَنْ تعيشُ على مَتْنِها؟ ” (4)

1 – سيف الرحبي، ديوان (مدية واحدة لا تكفي لذبح عصفور).

2 – إسماعيل فقيه، ديوان (ليس غيابك).

3 – هيا طارق زيادة، ديوان (يدٌ تبسط أصابعها ظلّاً).

4 – سولين الحاج، ديوان (أنا).

شاهد أيضاً

كلمات وعبارات في الفساد والفاسدين

   لا يكاد يخلو مقال يتحدّث عن الوضع الإقتصادي والسياسي في لبنان، أو حتى مقابلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *