الأربعاء , مارس 22 2023
القدس عاصمة فلسطين المحتلة

لم اعرف فلسطين

لم اعرف شيئاً عن فلسطين يوماً في طفولتي غير ان الفلسطينيين متخلفين، إرهابيين، رجعيين … و انا الفلسطينية الأب، اللبنانية الأم، كنت اخجل من كوني فلسطينية، فعائلة امي اللبنانية لطالما عايرتني بجنسيتي و لوني الأسمر الذي اخذته أصلا عن أمي، أذكر أني كنت أكذب على أصدقائي في المدرسة و أقول انني من البقاع لأني سمعت يوماً ان في البقاع الغربي من لبنان هناك عائلة تحمل نفس اسم عائلتي ، لدرجة ان أصدقائي من المدرسة تفاجأوا في الكبر حين علموا اني فلسطينية و بعضهم من انقطع الاتصال بهم و لم يعرفوا حتى الآن

حين بلغت الخامسة عشرة من عمري تعرفت الى اول صديق فلسطيني و لم يكن رجعي ولا جاهل ولا فقير ولا أسود ولا حتى يعيش في المخيم ، شعرت بانتماء مخيف فهذا الفلسطيني يشبهني و لا يشبه اللذين وصفوهم لي طوال حياتي.

بدأت رحلتي مع التعرف على هويتي و كانت طويلة و ما زلت فيها ، أصبحت تشدني اللهجة الفلسطينية حين اسمعها من أي شخص ولا اتردد من سؤاله :”من اين انت من فلسطين ؟” و كأني اعرف شوارعها و ازقتها . دخلت الى المخيمات و تعرفت الى الطيبين ، لم انم بعد دخولي في المرة الأولى الى مخيم برج البراجنة حين قابلت عائلة فلسطينية لاجئة من سوريا تعيش في غرفة فيها حصيرة و فرشة على الأرض و رفضوا خروجي قبل ان اتناول الغداء معهم… و المواقف كثيرة..

و لا انسى ايضاً حين تلقيت اتصالاً من السفارة الفلسطينية ليخبروني ان جواز سفري وصل “كان اول جواز سفر لي ” تركت عملي و ذهبت كالطفلة مسرعة لأصل قبل موعد اقفال السفارة كي لا انتظر لليوم الثاني ، قالت لي زميلتي في العمل يومها :” لما كل هذا الفرح ، انه فقط جواز سفر !” كرهتها!! فهي فلسطينية أيضاً و لم تعرف قيمة هذا الجواز ..

انا فلسطينية من القدس و كنت كغيري اظن أن قبة الصخرة هي المسجد الأقصى و لغبائي ظننت ان مازالت هناك حرب قائمة بين العالم العربي و ما يدعى إسرائيل و كانت العودة حلمي كغيري من الحالمين، قبل ان اكبر و افهم الخذلان و الخيانة و البيع التي تعرضت له فلسطين وشعبها.

ليتني لم اكبر و لم اعرف فلسطين ، ليتني بقيت جاهلة..

ملاك أسعد صحافية فلسطينية

عن ضيوف الموقع

شاهد أيضاً

غزة تحت القصف الإسرائيلي

فهو عاجز عن حماية منصاته العملاقة في البحر التي تساوي المليارات من المسيرات البسيطة التي لا تزيد كلفتها عن الألف دولار للطائرة المسيرة الواحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *