الأربعاء , مارس 22 2023

يحيى جابر يُخاطبُ سُكان كوكب الأرض

       ضمّن الكاتب اللبناني يحيى جابر كتابه كلمات سيّئة السمعة، الصادر عن دار رياض الريّس للكتب والنشر في بيروت عام 2001، نصّاً خاطب فيه سُكّان الكرة الأرضيّة مع بداية القرن الحادي والعشرين تحت عنوان على أبواب 2001 جاء في مستهلّه:

يا سكّان الارض،

أيّتها السبعة مليارات نسمة ماذا اعددتم لنهاية القرن المقبل؟

يا أجناس الأبيض والأسود والأصفر وبقيّة الألوان. يا أصحاب الدم الأحمر والأزرق.

يا إخوتي في اللغات واللهجات والألسن السبعة.

هل تدرون أنّ الكرة الأرضيّة ستفلت يوما من مدارها وتدخل إلى شباك الظلمات؟

   نداءٌ للبشريّة جمعاء، فتساؤل حول مصير الكرة الأرضية من عبث الإنسان بمقدّراتها وقدراتها وعطاءاتها التي لا تُعَدُّ ولا تُحصى. ولا بُدَّ من مبرر لهذا التساؤل الذي لا يشمل بقعة صغيرة من اليابسة، بل يطال كوكب الأرض بكُلِّيته:

   ثمّة علامات وإشارات تظهر، هو الكسوف الكلي في الطريق إلينا، من أنهار تتململ فيضاناً، إلى جبال تصرخ براكين..

   ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل يتجاوزه إلى التحذير القاسي اللهجة لمن تسبّب بكلّ هذه الكوارث التي تلوح بوادرها في الأفق:

 لن تفلتوا من العقاب أيّها البشر، يا من خذلتم الأرض التي تمشون عليها ، يا من قلعتم عيون الغابات ، ولوّثتم أفواه الينابيع، ونشرتم السموم في شرايين الغيم ، التي تخدرت ولم تعد تمطر إلا خرابا.

   ويتابع نداءه النابع من لوعة وحزن شديدين، مؤكّداً على سوداوية الرؤية التي لا تُبشّر بأيّ خير قادم:

يا بني آدم وحوّاء

   في هذه اللحظات الفاصلة بين قرنين، لا تبتهجوا كثيرا، أنتم لا تستحقّون فرح القرن المقبل ، ثمة نهايات غير سعيدة في انتظاركم ، وهذه الحياة ليست فيلماً عاطفيّاً، إنّها أشبه بمسلسل رعب، يا أحفاد فرانكشتاين ودراكولا.

   والدعوة موجّهة إلى كلّ مَن يفتخر بأنّه يتقلّد منصباً، وهو يُمارس من خلال سلطاته المطلقة، أسوأ أنواع الإذلال لبني آدم في دوائر حكمهم:

   ايّا الطغاة شرقاً وغرباً ، شمالاً وجنوباً، احترموا أغلى ثروة ، احترموا هذه الكائنات التي تدعى بشراً. نحن ذهب الأرض ، نحن فضة الكوكب ، نحن الثروة التي لا تنضب ، نحن ولا أحد سوانا . نحن الذين ننتمي إلى فصيلة الإنسان.

   وقبل ختام تفاصيل المشهد المكثفة، والمشبعة بصور الواقع التي لا تحتاج إلى أيّ دليل أو إثبات، يتوجّب علينا مراجعة حساباتنا وإعادة النظر في ما وصلت إليه حالنا:  

   ثمة لحظات فاصلة بين مشهدين ، لماذا لا نقف سنة صمتاً عن القتل، صمتاً عن ذبح الطبيعة، صمتاً عن الحروب، صمتاً عن التعذيب، صمتاً عن التجويع .. صمتاً حتى يعمّ السلام العالم ويحلّ الأمان في قلوب الكائنات الضعيفة أمثالنا.

شاهد أيضاً

يا حُكّام لبنان: أما آن موعد الحل؟

الليرة “المسحوقة” تُعَمِّق التدهور المعيشي… ولبنان إلى المرتبة الأولى عالميًّا بالانهيار!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *