الأحد , أبريل 2 2023

هل هناك خلاص من مستنقع التدهور الحاصل؟

   تحاول وسائل الإعلام، بشتّى أنواعها، استقطاب أكبر عدد ممكن من المتابعين لها، لأنّ ذلك سيصبّ بالتأكيد في خانة مصلحتها سواء على صعيد الإنتشار والقدرة على التأثير في مسار الرأي العام السائد، وفقاً لرؤيتها، وإمّا لإيجاد موقع متقدّم لها في الساحة الإعلامية، في ظلّ تزاحم يزداد يوماً بعد يوم، بهدف تسليط الأضواء على ما يمرّ بالبلاد والعباد على مدار الساعة من مِحَنٍ وظروف قاسية يصعب تعدادها، لأنّها صارت تطال كلّ جانب من جوانب حياتنا تقريباً.

   ومن البرامج التي صارت هذه الوسائل تسعى لتقديمها، والإهتمام بإعطائها فترات زمنية لا يستهان بها، وبشكل خاص في السنتين الأخيرتين، تلك التي تستضيف أساتذة جامعيين وخبراء معنيين بالشأن الإقتصادي يُعرِّف عنهم المُستضيف كمُحللين إقتصاديين، والذين صارت وجوه أكثرهم شبه مألوفة بالنسبة للمتابع، ويحاورهم طارحاً العديد من الأسئلة التي تدور في ذهن المواطن، وصولاً إلى الإقتراحات التي يرى هذا المحلل أو ذاك أنها الحل الواجب اعتماده، بناءً على قراءاته المبنية على العلم والمعرفة وسعة الاطلاع، بعد أن بات الإنهيار الجارف لا تنفع معه كل السدود الوهمية التي يتراءى للمواطن المنهك أنها ستؤدي إلى نتيجة.   

  ولكن، أليس من الأفضل، أن تتوحّد هذه الخبرات والمعارف والرؤى المستقبلية في جهود متكاملة فيما بينها، فتتم دعوة كل من يحلل ويصرّح في مضمار الإقتصاد وما يدور في فلكه، إلى أي صرح رسمي يلتقي فيه كلّ هؤلاء، فيجتمعوا إلى طاولة واحدة، بعد أن يخلع كل فرد منهم عباءة انتمائه السياسي والحزبي قبل الدخول، ويكتفي بالعباءة الوطنية، ويضع نصب عينيه مصلحة البلاد شعباً وكياناً ومستقبلاً، فتتضافر الجهود، ويخرج الجميع بعد إشباع الأمور دراسة وبحثاً واستيضاحاً ببرنامج واضح المعالم كنور الشمس، وبنود يُمكن تطبيقها على أرض الواقع بتتابع منطقي، مع الأخذ بين الإعتبار أكثر الأمور إلحاحاً من أجل البدء بمسيرة كسب الثقة التي باتت مفقودة بنسبة تفوق ال 99% بين المواطن والدولة.

  بهذا الشكل، تكون الأمور قد وضعت على السكة الصحيحة، واستفاد الوطن من قدرات أبنائه، فاليد الواحدة لا تصفّق، أما التصفيق الجماعي فيمكن أن يكون مدوياً، ويغيّر المشهد. والصوت المنفرد لا يحصد إلا صداه، أما الأصوات الهادرة في آنٍ واحد فيُمكن أن تحرّك المياه الراكدة والآسنة في مستنقع التدهور الحاصل وتُحدث تغييراً إيجابياً فيه.                

شاهد أيضاً

بين ياسين رفاعية وسولين الحاج خطوط أثيرية تتقاطع

إعداد: نبيل عرابي كيفَ أخبرُكِ أنَّني مُبَعْثَرٌ فيك وأنَّكِ الّلغة والنَّثر والشَّعر وأنَّكِ الوقتُ في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *