لا شك ان السنوات العشر الاخيرة شهدت الكثير من التحولات الجذرية في المحيط العربي، سقوط انظمة وصعود اخرى دكتاتوريات وزعماء تبدلت او اسقطت، الا ان المشهد الحالي لا يقل بؤسا عما كان قبل، لم تنتج كل هذه الثورات اي انظمة بديلة تستحق التقدير، ولبنان ليس خارج هذه الدائرة، فرغم كل الحراك الشعبي الذي وصل الى تخوم الثورة، فإن الوضع السياسي والاجتماعي الى مزيد من الانحدار، والطبقة الحاكمة يحميها نظام طائفي فاسد الى مزيد من القوة وتحقيق المكاسب.
هل السبب هو غياب اي مشاريع بديلة او تيارات سياسية فاعلة يمكن ان تكون بديل للمنظومات الحالية، ولما هذا الغياب، البعض يعزوه الى عدم نضوج المجتمع العربي واللبناني بما يكفي لانتاج منظومات بديلة، واخرون يعتبرون ان التدمير الممنهج وعبر سنوات طويلة لمفهوم الدولة والعقد الاجتماعي وتعزيز الطائفية والصراعات الدينية والقبائلية هو السبب، مهما كان، لا تغير دون طرح بديل للموجود فالفوضى تعيد انتاج الحاضر وبشكل اسوء.