انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع بين الممثل المصري محمد رمضان مع الفنان الاسرائيلي عومير آدام في حفلة بمدينة دبي. و خلال وقت قصير جداً انتشرت الصورة و اصبحت حديث الساعة في مصر و منها للعالم العربي ،الا ان رد الشعب المصري جاء مدمراً ، فانهالت الشتائم على رمضان و وصفوه بالخائن.
اما نقابة الممثلين في مصر فقد أصدرت بيان توضح فيه منع رمضان من التمثيل لحين التحقيق معه في حين حرك محام مصري قضية مستعجلة ضد رمضان بتهمة الاساءة للشعب المصري.
على الرغم من أن مصر هي اول دولة عربية عقدت اتفاقية سلام مع اسرائيل سنة ١٩٧٩ ذلك بعد حروب كان آخرها انتصار أكتوبر/تشرين الأول 1973 على إسرائيل، فإن خطوة الرئيس الراحل السادات نحو السلام قوبلت وقتئذ برفض شعبي كبير، فلم يستوعب المواطن المصري أن العدو الذي قاتله خلال 4 حروب على مدار ربع قرن، سيصبح جارا معترفا به بموجب اتفاق رسمي. وعلى ذلك تشكلت لجان غير رسمية لمقاومة التطبيع، وفرضت النقابات المهنية حظرا لأي نوع من تطور العلاقات الثنائية بين القاهرة وتل أبيب، فضلا عن الإنتاج الفني والثقافي الذي جسد إسرائيل كأخطر عدو يهدد البلاد.
وهكذا ظل مسار رفض التطبيع الشعبي متوارثا بين الأجيال التي عاشت الحروب الدامية ضد إسرائيل والاجيال الجديدة التي لم تعشها أيضا، وهو ما ظهر في أزمة الفنان محمد رمضان التي جسدت بوضوح الموقف الشعبي المصري من التطبيع.
لا بد هنا للمقارنة بين التطبيع الوقح الذي يحصل اليوم بين البلدان العربية و بين اتفاقية سلام مر عليها اكثر من ٤٠ عاماً و لم تحصد نجاحاً شعبياً حتى اليوم، فالشعب الذي حارب بدمه لم ينس عدوه بعد و موقفه اليوم يقول لنا أنه لن ينسى مهما مر الزمن و ان هذا السلام لا شيء سوى صورة سياسية، و لو اتيحت الفرصة للشعب المصري أن يختار او لو كان يحظى بمقومات عيش افضل و لا يحمل عبئ حياته اليومية الغارق بها لكان الوضع مختلف اليوم.
ما حصل اليوم خلافاً اذا كان فعلاً الفنان محمد رمضان مظلوم و هو لم يكن على علم من الذي يلتقط معه الصورة كما اوضح ،ام انها لعبة سخيفة من الاعلام الاسرائيلي لزج صورتها الطبيعية في المجتمع المصري من خلال فنان شاب يحظى بملايين المتابعين من جيل الشباب، فقد وصلت الرسالة بوضوح للكيان الصهيوني. و هنا نستذكر جملة شهيرة للزعيم عادل امام من فيلم السفارة في العمارة حين يقود التظاهرة بعبارة”مش ح نسلم مش ح نبيع مش ح نوافق ع التطبيع”.
بقلم الصحافية ملاك أسعد
الشعب المصري دائما يقف في وجه التطبيع مع اسرائيل و المشبع فكرياََ بالقومية العربية و والمتمسك دائما بالقضية الفلسطينية❤
والمقال اكثر من رائع.