لطالما استوقفني بيت للشاعر أديب إسحاق الذي قال فيه :”قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر”، القتل قتل، والإرهاب نفسه كيفما اتى وأينما حل، ان كان من أنظمة ودول او اتى من افراد و جماعات سياسية دينة، عدالة القضية لا تبرر قتل الأبرياء، مهما كانت تلك القضية مهمة او مقدسة لأصحابها.
هذا في الشكل العام، اما فيما يحدث الان في فرنسا، وهو للمناسبة سياق مستمر الى ان تنتهي الانتخابات، فما هو الا مشهد مسرحي دموي كان بدايته النظام الفرنسي وحصيلته المزيد من الظلم والعنصرية تجاه المسلمون والعرب في فرنسا والعالم، واي متابع للأحداث السياسية في فرنسا يمكنه رصد التصعيد العنصري الممنهج من قبل السلطة الفرنسية بشكل مركز ومقصود، وإن كان هذا لا يبرر القتل.
و الأسوأ من هذا وذاك كمية النقاش والخلاف في الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول من هو اكثر إرهابا، تاريخ فرنسا او حاضر التنظيمات المتشددة، والتي بالمناسبة مُولت ودُعمت من نفس الدول التي وضعتها على لائحة الإرهاب، هذا النقاش الذي يبرر للطرفين أعمالهم الإرهابية تاريخا وحاضرا.
قتل امة او رجل او حتى قطع شجرة في غابة هو جريمة لا تغتفر.