
إنّه اليوم الأوّل من العام الدّراسي الجديد. دخلت معلّمة اللغة العربيّة إلى الصف، في أوّل حصة لها.
طلبت من التلميذات التعارف، ولكن بأسلوبٍ مختلفٍ قليلاُ، وذلك بأن تقوم كلّ واحدة تحفظ قصيدة ما، بالوقوف أمام الجميع، وإلقائها على مسامعهن، بعد أن تعلن عن اسمها، وعنوان القصيدة، والشاعر الذي نظمها.
فقامت إحداهن، وعرّفت عن نفسها بأن اسمها (وفاء)، وأنها تحبّ قصيدة (أمّي) للشاعر (محمود درويش)، لأنها لا تعرف أمّها، ولم ترَها في حياتها، ثم أخذت تنشد:
أحنُّ إلى خبزِ أمّي
وقهوةِ أمّي
ولمسةِ أمّي
وما كادت تكمل حتى انهمرت الدموع من عينيّ المعلّمة، وسقطت مغشياً عليها. وحين استفاقت، كانت تردّد:
“وفاء.. وفاء.. إبنتي.. إبنتي”.