الأحد , أبريل 2 2023
16th-Century Miniature Painting Depicting Dancing Dervishes 16th century

عودة “مولانا”

 

تعتبر الطريقة المولوية من الطرق الصوفية العريقة في بلاد الشام وتركيا، وما زال لها الكثير من التكايا والمريدين في ايامنا هذه، وتعود جذور هذه الطريقة الصوفية الى الشيخ جلال الدين الرومي الملقب بـ ” مولانا” حيث اخذت منه التسيمة، ورغم معرفت الكثيرين من الناس للمولوية، الا ان جلال الدين الرومي لم يعرف الا من قبل المتابعين للطرق الصوفية او المختصين لزمن طويل.

ولا بد من الاشارة هنا الى الدور الكبير الذي لعبه ” كتاب قواعد العشق الاربعون” للكاتبة التركية أليف شافاق في احياء ذكر هذا الشيخ الجليل واعادة اعماله وكتبه الى الواجهة وضمن دائرة الاهتمام، ورغم ان الكتاب يركز بشكل اوسع على شمس الدين التبريزي الا انه اعاد اماطة اللثام عن كتب واقوال الرومي وجعلها منتشرة لدى الكثير من الجيل الجديد، فمن هو مولانا؟.

اسمه الكامل محمد بن محمد بن حسين البلخي، وبلخ هي مدينة في فارس – افغانستان حاليا- حيث ولد سنة 1207 م،  لينتقل بعدها الى عدد من المدن مع عائلته هربا من المغول، قضى معظم حياته في تركيا حيث تفرغ للتصوف بعد ان كان امتهن التعليم، ومن اكثر من تاثر بهم في حياته شخصيتان اساسيتان، الشاعر الصوفي فريد الدين العطار، وقد التقاه في مطلع حياته فحبب اليه الشعر والتصوف وكان السبب في اعتماد الرومي على الشعر في نشر افكاره لاحقا، اما شمس الدين التبريزي فهو الشخصية الاكثر التصاقا باسم جلال الدين الرومي حيث ترافقا حتى مقتل التبريزي، وكان له اثر كبير على في تبلور الطريقة المولوية، ويمكن القول ان التبريزي هو المعلم الاول والمرجع الاساسي لهذه الطريقة الصوفية  التي نشرها مولانا واعطاها اسمه.

لجلال الدين الرومي الكثير من الكتب والرسائل ، لكننا اليوم سوف نتكلم عن ديوانه الشعري ” المثنوي”، وهو من اهم كتبه حيث بداء تاليفه بعد بلوغه الخمسين وباصرار من اقرب مريديه واسمه حسن حسام الدين، وللديوان قصة غريبة حيث ان جلال الدين لم يكتب في حرفا واحدا بيده، بل طلب من مريده ان يسجل ما ينشده ، فكان يتبعه اينما كان ويسجل ما ينشده مولاه، وفي نهاية كل جزء كان يتلو عليه ما كتب ليقوم الرومي بتصحيحه وتنقيحه. 

ومما ورد في ديوان ” المثنوي ”

إن اللفظ الواحد ليدمر عالماً، ويجعل من الثعالب الميتة أسوداً.

الفكرة التي انطلقت فجأة من اللسان، اعلم أنها كالسهم الذي انطلق من القوس، وذلك السهم لا يعود أبداً عن طريقه، إذ ينبغي أن يسد طريق السيل من بدايته، وما دام انطلق من منبعه، فقد اجتاح العالم.

إذا كان الظامئون يبحثون عن الماء في الدنيا، فإن الماء في الدنيا يبحث أيضاً عن الظامئين.

عن مكرم كامل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *