الأحد , أبريل 2 2023

صمت الرحيل

ودع المعهد العالي اللبناني للموسيقى (الكونسرفاتوار ) مديره الاستاذ بسام سابا صباح يوم الجمعة ٤ كانون الاول ٢٠٢٠ . سابا الذي ذهب ضحية من ضحايا فايروس كورونا تاركاً الكثير من الحزن في قلوب كل من عرفه من طلاب وأساتذة في المعهد و اللذين واكبوه مسيرة عمر من الثقافة الموسيقية التي قدمها بشغف لطلاب المعهد.

درس الأستاذ بسّام سابا الناي، العود والكمان في المعهد الموسيقي الوطني اللبناني ، ثم نال درجة البكالوريوس في الموسيقى الكلاسيكية الغربية وأداء الفلوت في كونسرفتوار دي جوبلين في باريس ، وماجستير الفنون الجميلة في عزف الفلوت الغربي والتعليم الموسيقي من معهد جيسين التربوي الموسيقي العالي في موسكو.

في تشرين الأول 2018، عُيّن سابا مديراً عاماً ورئيساً للمعهد الوطني العالي للموسيقى.

لقد ترك بلده الثاني الولايات المتحدة، ليعود الى لبنان في وظيفته الجديدة بعد غياب ٣٠ سنة، ظناً منه أنه يستطيع الإصلاح والتغيير من خلال هذه المؤسسة، لكن الظروف الصعبة المحيطة به حالت دون إعطائه الإمكانيّة لإحداث هذه النقلة النوعية في الثقافة الموسيقية.

في حين مر خبر وفاة سابا مرور الكرام في نشرات الأخبار ، بالطبع فهو ليس زعيم سياسي فاسد ولم يقم بغسل ادمغة المواطنين سوى بما يفيد الوطن ، ولا حاشية تمشي خلفه الا طلابه و أصدقائه.

مات سابا و لم يتقاضى راتبه منذ سنتين و استمر بمزاولة عمله كما صرح صديقه الفنان ريكاردو كرم في منشوره على فيسبوك  و الذي قال فيه :”يا عيب الشوم على حكومات لبنان التي تنعي عظماء الفن بعد أن تكون ساهمت في دفنهم أحياء. مدير عام المعهد الوطني للموسيقى  ‫بسام سابا لم يتقاضى راتبه لمدّة سنتين فتراكمت عليه الديون. طرق جميع الأبواب لكنها بقيت موصدة حتى وجد نفسه من دون مدخول ومع ذلك استمرّ بمزاولة عمله. ذهب ‫بسام سابا، كبير من بلادنا، ضحية الكورونا صحيح، لكنّه كان وهو حياًّ، ضحية منظومة نهبت البلد ولم يكن همّها سوى السلطة والنفوذ والمال، منظومة جاهلة لم تقدس يوماً الثقافة ولم تفهم قط أنّ الفنون والآداب هي أساس النهضة والرقي. يا عيب الشوم.”

للأسف اعتدنا في بلادنا ان من يعطي هذا البلد يموت بصمت و من ينهش لحمنا يرفع على الأكف. رحل سابا و بدل أن يكرم في حياته بقي يطالب بحقه في حياة كريمة يعيشها في وطنه .

وداعاً أستاذ بسام، خسارة كبيرة للمعهد و لعائلتك و لكل من عرفك. لعلك في مكان اجمل الآن ،فلتنم بسلام..

بقلم الصحافية ملاك أسعد

عن ضيوف الموقع

شاهد أيضاً

راحت السكرة واجت الفكرة

فايزر اللقاح الذي سينقذ لبنان وشعبه من الانهيار الاقتصادي، فايزر الأوروبي امريكي، سوف يحول دون سقوط لبنان وحكومته، وحكامه المتثبتون بمقاعدهم السياسية الى اخر يوم في حياة لبنان لا بل في حياة كل اللبنانيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *