بدا رئيس الجمهورية ميشال عون مزيفًا اليوم، وعجزت صلابته الخارجية على إخفاء العجز الذي يشعر فيه، كونه لم يستطع حتى اليوم أن يحمي لبنان من السقوط إلى الهاوية، فذهب يلقي اللوم على الآخرين، و يسأل عن إجراءات كان لا بد أن يكون رأس الحربة في تطبيقها، وبدا كمواطن عادي يسأل رئيس جمهوريته عن وعوده بالإصلاح، وموعد محاسبة الفاسدين الذين حولوا حياته اليومية إلى رحلة شاقة. لكنه، رغم ما شهده عهده من خراب، ما يزال متمسكًا بمنصبه، ويرفض أن يتنازل حفاظًا على ما تبقى من ماء وجهه وتاريخه.
خطاب الرئيس الذي طلب فيه من النواب أن يتحملوا مسؤوليتهم في التأليف والتكليف، اشعل ردة فعل في الشارع الذي يعلم جيدًا أن ما يحصل هو مقدمة لعودة الحريري الذي اسقطوه في تشرين الماضي، فخرجت مجموعات غاضبة تردد شعار ” سعد سعد سعد ما تحلم فيها بعد”، ما دفع جماهير المستقبل للهجوم على المتظاهرين وإحراق قبضة الثورة الموجودة في ساحة الشهداء، و قد تدخلت قوى الأمن للفصل بينهم.
تتكرر مشاهد العنف تجاه المتظاهرين منذ عام حتى اليوم، و مع اختلاف الجهات المتعدية لكنها تنضوي تحت مسمى واحد، و هو السلطة، السلطة التي تتقاتل في ما بينها تتفق على أمر واحد، خنق أي صوت معارض لها، وحينما تتلاقى مصالحها لا تمانع بتسوية يجلس بها العدوان على طاولة واحدة، كما هو الحال في عودة الحريري الذي قيل في الأشهر الماضية أن سياسته أوصلت البلد إلى ما هو عليه، اصبح اليوم بسحر ساحر المنقذ الوحيد، والبطل الذي سيعيد إلى البلاد مجدها.
بقلم زينب شميس