قد يكون الإعلامي متحيزًا بفعل قناعته، أو مأجورًا، أو كاذبًا يسعى للشهرة، أو وضيعًا لا يملك من أخلاقيات المهنة ما يخوله ليخاطب الناس، وقد يكون في حالات استثنائية جدًا جامعًا للمجد من كل أطرافه، فتجده تارة يكذب، تارة يحور، وتارة ينحدر نحو القاع ويتخلى عن الأخلاق المهنية والشخصية، وهو ما اتسم به نديم قطيش خلال مسيرته الإعلامية الفاشلة منذ بدايتها حتى اليوم، فنديم الذي عاش حياته متملقاً لا يمل من لفت الأنظار نحوه بطريقة مثيرة للإشمئزاز، ويسعى عند كل شاردة وواردة لتقديم الطاعة لمن يدفع أكثر، مهما بلغت وقاحة أجندته، أراد أمس في حديثه عن جبران باسيل أن يظهر ولاءه لسيده الأمريكي، ويدافع عنه وعن مصداقيته في وجه ابن بلده، النائب و الوزير السابق رئيس التيار الوطني الحر ورئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية في البرلمان اللبناني، فأتهمه بالكذب عدة مرات والتلاعب بعد تصريحه الأخير بأنه لن يتخلى عن حزب الله تجنبًا للحرب الأهلية ومن أجل مصلحة لبنان الواحد، واعتبر كلام السفيرة الأمريكية لا يحتمل الشك رغم ما مارسته وتمارسه دولتها من ترهيب وتضييق على الشعب اللبناني وشعوب أخرى، ورغم دعمها لإسرائيل التي إرتكبت جرائم فظيعة بحقنا و بحق الفلسطينين، وإعتمادها الكذب للوصول إلى مآربها، مهللًا بذلك للعقوبات المجحفة التي أقرتها بحق الوزير باسيل. قد تبرر الغاية الوسيلة، ولكن هل تستحق أي غاية أن تدفع بإبن قرية احتلتها اسرائيل، ودعمتها بذلك امريكا، وباركت خطواتها دول خليجية، لكي يقف في خط الدفاع الأمامي عن هؤلاء، ويكذب من أجل إرضاءهم؟ لا يمكن لمال العالم وأي شهرة افتراضية، أن تعيد للمرء كرامته المهدورة، وماء وجهه الذي بذله من أجل مكاسب وهمية. لقد خسرت نفسك يا نديم، و لن تغطي الأضواء ومساحيق التجميل التي يغرقونك فيها بشاعتك.
وللحديث تتمة…