الأحد , أبريل 2 2023

تحول الخطاب

في حرب تموز كانت الجملة الشهيرة ” انظروا اليها تحترق”، خرجت الناس من بيوتها رغم القصف والدمار والخطر، صعد البعض من الملاجئ الى الاسطح، رغم أن اسطح بيوتهم لا تطل على البحر، لكنه قال انظروا فخرج الجميع لينظر.

اليوم في مجموع خطابته الأخيرة لم نعد ننظر حتى إلى شاشة التلفاز، نكتفي بموجز أو تلخيص عام، صارت الخطابات مكررة وفي معظمها دفاعية وتبريرية، غارقة في تفاصيل ووحول الفساد، ضائعة بين التبرير لحليفه الأول الفاسد المتربع على سدة المجلس، او الدفاع عن الحليف الثاني المتنمر الذي يضع رجلا هنا وأخرى هناك، لم يعد في كلامه جديدا، تحول الخطاب الى مشهد محزن من مشاهد هذا الوطن التعيس.

التحول الأخطر في الخطاب، ازدياد تباعده عن هموم الناس اليومية وتعبهم وحيرتهم، بل في اغلب الأحيان كان هجوميا وعدائيا وفوقيا، خاصة بعد 17 تشرين وما تلاها من احداث، لم يستطع السيد الذي اتقن فن مخاطبة الحليف والعدو، المواطن العادي وزعماء الدول، ان يتواصل مع شعبه وباقي اللبنانيين بشكل طبيعي، تحول كلامه من ناطق بلسان الكثيرين واحزانهم وامالهم، الى كلام زعيم تقليدي من زعماء أحزاب لبنان، يلومنا، يقرعنا، يتهمنا، ويأمرنا بما يراه خير لنا، وكأنه يصر أن يكون على رأس لائحة “كلن يعني كلن”.

عن مكرم كامل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *