
أمرٌ يحصل دوماً مع الكثير منا، وهو أن يحار المرء حين يجدُ نفسه أمام ضرورة اختيار هدية لشخص ما في مناسبة أو زيارة ما.
وهذه الحيرة، وبدون أدنى شك، تتداخل فيها عناصر عدة، منها المادي ومنها ما يتعلّق بالطرف المُراد إهداؤه، من حيث عمره واهتماماته إلى ما هنالك من ظروف محيطة بالموقف ككل.
ولكن، قد يرى بعضنا الأمر من زاوية أخرى، فتتفتّق قريحته باتخاذ قرار ما، تزامناً مع المناسبة واستغلالاً بنيّة طيّبة لها، يعود عليه وعلى غيره بالخير والسعادة.
وهذا، كما يبدو، ما حصل مع الكاتب اللبناني الياس عشّي، وعبّر عنه في نصّ قصير يحمل عنوان: “لين تطفىء شمعتها الثالثة وأنا أطفأت سيجارتي”، والذي يقول فيه:
تساءلتُ:
أيّة هديّة تليقُ بلين،
وهي تكوّر شفتيها الأنيقتين
كي تطفىء
شمعتها الثالثة؟
ويُلحّ السؤال:
وكيف يمكنني أن أُفرح حفيدتي
وهي، منذ أن رأت النور،
تمنحني سعادة الأيام الآتية؟
دخلتُ مخازن الأطفال،
بحثتُ في رفوف المكتبات،
عدتُ خائباً،
خاوي الوفاض،
فأنا جدّ يكره التقليد
والتكرار!..
وخرجت من تعب السؤال..
وصرختُ:
“وجدتها..وجدتها..”
هديّتي ل لين، هذا العام،
هديّتي لها ولأترابها الأطفال،
هديّتي لحدائق الورد
وليلٍ نجومه من المحار
أن أخلع
عباءة الدخان
وأدفن وجع السّعال.