الأحد , أبريل 2 2023

المنظومة

يسيطر على القسم الاكبر من خطاب المعارضة والمتظاهرين /الثوار تعبير الفاسدين، ويتركز الهجوم غالبا على مجموعة الاسماء الفاسدة، حتى شعار “كلن يعني كلن “، يشمل فكرة لاشخاص المشاركين في السلطة، وان كان لكل فئة وطائفة وحزب استثناءات وتبريرات تعفي زعيمها او قائدها من تهمة الفساد.

ان مهاجمة الشخوص الحاكمة اليوم هو واحد من الاخطاء الجسيمة التي يقع فيها المعارضون/الثوار في مواجهة النظام الحاكم، الا ان الحقيقة هي ان الكيان اللبناني منذ اعلانه من قبل فرنسا في العشرينات والى ما بعد الاستقلال بني على المحاصصة والتقسيم الطائفي والطبقي، واعطى سلطة وامتيازات لطبق معينة في كل طائفة للسيطرة على موارد وثروات البلد، وقد تكاتفت هذه الطغمة وكرست مصالحها وحمت استثماراتها حتى في اوج الحرب الاهلية.

ورغم تغير الوجوه وبعض العائلات او دخول وجوه جديدة الى هذه المنظومة، الا انها مستمرة بقوة وثبات في استغلال وتجذير مصالحها على حساب الفقراء والطبقة والوسطى التي صارت الى انقراض، وفي ظل نفس النظام الحاكم ولو باسقاط كل الموجودين حاليا، سيعاد انتاج نفس الفاسدين بوجوه واسماء جديدة، ان الخروج مما نعانيه اليوم يتطلب رؤية واضحة وجذرية تأسس لدستور ونظام حكم جديد يكون ضمانة لوقف الفساد، وقادرا على الملاحقة والمحاسبة والتطور بما يخدم الجميع بشكل عادل ومتساوي، تغيير الوجوه لا يلغي الفساد بل يحيله الى وجوه جديدة، ليس “كلن يعني كلن” ما نحتاج ان نسقط، بل هي المنظومة المنتجة لهم.

عن مكرم كامل

شاهد أيضاً

العاهرة تحاضر بالعفاف

منذ أن تبوء منصب النيابة بعد ان كان من رجال الامن القمعيين، وهو يحاضر فينا ويتلو علينا عظاته، يوما في مكافحة الفساد واخر في الديموقراطية واخيرا في كيفية الثورة ومن هم الثوار الحقيقيون أوالثوار المزيفون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *