الأحد , أبريل 2 2023

المدارس قنبلة موقوتة

عاودت بعض المدارس الخاصة فتح أبوابها لإستقبال طلابها حضوريًا رغم تحذيرات وزير الصحة والإرتفاع الشديد في عدد الإصابات بفايروس كورونا، في حين استمرت مدارس اخرى بالتعليم عن بعد وفي كلا الحالتين التلميذ وعائلته هم الضحية الاولى، وتكلفة إنقاذ العام الدراسي ستكون باهظة على الجميع. للتعليم الحضوري مخاطر كبيرة فالمدارس التي استقبلت طلابها والتزمت بإجراءات الوقاية اللازمة لم تأمن من الفايروس الذي انتشر بين التلامذة والمدرسين على حد سواء، و أجبرها على الإغلاق المؤقت، وهذا ما اثار مخاوف بعض العائلات التي باتت ترى أن التعليم الحضوري قنبلة موقوتة ستنفجر بأطفالها في أي لحظة، لذا تفضل عدم المخاطرة بصحتهم.
وفي هذا السياق تقول مريم وهي والدة طفل في التاسعة من عمره “إبني طفل صغير، وسيجد صعوبة في تطبيق تلك الإجراءات وحماية نفسه واصدقائه، حاولت في الفترة الماضية أن ابقيه بعيدًا عن التجمعات، لم نخرج إلا للضرورة، لا أريد أن يضيع تعب اشهر طويلة، سأرفض اقتراح المدرسة بالتعليم الحضوري حتى لو أدى ذلك إلى ضياع عامه الدراسي، أنا الآن اتابعه أثناء التعليم اونلاين والأمور تسير على ما يرام، اعرف أن البعض عاجزون عن مواكبة أولادهم بسبب ظروف قاهرة لكنها ليست مشكلتي، صحة طفلي هي أولويتي في الحياة”.
في المقلب الآخر، حتى في ظل غياب المشاكل التقنية، وقدرة العائلة على مواكبة أبنائهم أثناء تعليمهم، هناك أزمة في الجانب النفسي والإجتماعي للتلامذة والمعلمين على حد سواء، فالتعليم عن بعد يقتحم خصوصية المنازل من خلف شاشة صغيرة ويجعل عائلات كاملة تحت المراقبة لساعات طويلة، و هو ما لم يعد محمولًا لدى البعض، فتقول سارة وهي معلمة في مدرسة خاصة “إن عائلتي تعاني معي يوميًا لساعات، دوامي هو عبارة عن صمت مطبق يخيم على ارجاء المنزل، يمنع استخدام الانترنت أو التلفاز، يمنع استقبال الضيوف أو النقاش بصوت عالي، يتصرفون كما لو كانوا في عزاء أو مكتبة. في بعض الأحيان تقع مشادات بسيطة في منازل الطلاب أو يظهر أحد أفراد العائلة بلباس منزلي وأحيانًا غير ملائم، يشعر الطالب بالحرج بينما يضحك رفاقه، أحاول التعامل مع الأمر بروية وتجاهله قدر الإمكان، وقد أضطر للطلب من التلميذ إغلاق الميكرفون أو الكاميرا لدقائق معدودة تجنبًا لإضاعة الوقت، لكن هذا يترك أثره السلبي على الصف فتسود حالة من عدم الإستقرار بين التلامذة. أخشى طوال الوقت أن أتعرض لموقف مشابه خارج عن سيطرتي”و عن سؤالها عن تأييدها للعودة للتعليم عن قرب أجابت “شخصيًا لا أمانع، وسألتزم مع طلابي إلى أقصى حد، سلامتهم من سلامتي، لكن المدرسة ترى أنها مغامرة، قد ترهقنا وترهق الطلاب، لذا ما زال التأجيل سيد الموقف، وحتى ذلك الحين علينا الإستمرار بهذا السيناريو المزعج”.
تتشارك عائلات الطلاب نفس المعاناة مع الأساتذة فهم ملزمون بمتابعة أبنائهم في المنزل وتأمين جو ملائم للدرس وتجنب حدوث ما قد يشتتهم أو يحرجهم، وهذا ما يقضي على جوهر المنزل الذي يلجأ إليه المرء ليكون على طبيعته بعيدًا عن ضغط العالم والتكلف والرسميات، ويسرق منه وقته الثمين المخصص للراحة، فهل تجد المدارس و وزارة التربية حلًا جذريًا لهذه المعضلة، أم أن حياة الناس ستظل منتهكة بهذا الشكل؟

بقلم زينب شميس

عن ضيوف الموقع

شاهد أيضاً

راحت السكرة واجت الفكرة

فايزر اللقاح الذي سينقذ لبنان وشعبه من الانهيار الاقتصادي، فايزر الأوروبي امريكي، سوف يحول دون سقوط لبنان وحكومته، وحكامه المتثبتون بمقاعدهم السياسية الى اخر يوم في حياة لبنان لا بل في حياة كل اللبنانيين.

تعليق واحد

  1. احسنت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *