الأحد , أبريل 2 2023

الرصاصة الأخيرة لجبران باسيل

يطلق ترامب رصاصاته الأخيرة، كي لا يغادر مثقلًا بأحلامه التي لا تنتهي، مجنون البيت الأرض يرفض التصديق بأنه خسر واقتربت نهايته السياسية، فعمد في ذروة فوضاه وإنشغال بلاده في الإنتخابات الرئاسية إلى فرض عقوبات على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كمحاولة بائسة لتضييق الخناق على حليفه الأهم حزب الله، وزرع الخوف في نفس كل من يقف إلى صفه في الداخل اللبناني. باسيل، والذي سبق له أن أكد أن تحالفه مع حزب الله متين ولا يمكن زعزعته، عاد ليكرر موقفه بعد العقوبات، متمسكًا بحزب الله رغم بعض الخلافات على حد قوله، والتي يراها البعض جوهرية وتحاول القيادتان تبسيطها، ليأتيه الرد من بيروت على لسان السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي صرحت بشكل واضح إلى أن باسيل نفسه أراد عقد تسوية والإنفصال عن الحزب شرط إمهاله بعض الوقت لكنها رفضت، وأن لديها من الملفات ما يكفي لإدانة باسيل لكنها غير قادرة على الإفصاح عنها. أمريكا تكذب، هذه عادتها منذ الأزل، تكذب لتسرق خيرات الفقراء، لتشن الحروب، لتنفذ عقوبات بحجة الخوف على مصلحة الشعوب والوقوف إلى صفها، لكنها في الحقيقة لا تكترث إلا لمصلحتها ولبناء مجدها على أكتاف المستضعفين، لذا عمد وزير خارجيتها اليوم إلى التأكيد مجددًا أن العقوبات على باسيل هي من أجل اللبنانيين، ولو أن في كلامه شيء من الواقعية لكنه بذلك يبرأ وجوهًا كثيرة لها اليد الكبرى بتأزم الوضع في لبنان وإعاثة الفساد فيه، ويضعهم بخانة الشرفاء الذين لا يستحقون العقاب والعقوبات. قد يبدو ظاهريًا أن هذه العقوبات هي لخنق حزب الله فقط، لكنها في الحقيقة تهدف لزعزعة الشارع المسيحي، ودفعه للمطالبة بفك هذا التحالف الذي لا يعود على باسيل إلا بالخيبة، وهو ما عبر عنه ناشطون ومسؤولون في التيار منذ حراك تشرين حتى اليوم، ما قد يطيح بحلمه للوصول إلى سدة الرئاسة خلفًا لعمه، وهو ما يخشاه باسيل، فبدون حزب الله طريق بعبدا شبه مستحيلة. والتصريحات الامريكية التي تبعتها، هي لإثارة البلبلة في الوسط الشيعي، الذي يرى في باسيل حليفًا لا يؤتمن، ويتوقع منه في أي لحظة أن يغدر به، ولضرب ثقته في خيارات القيادة وصوابيتها، وإحراج الحزب حتى يتخلى عن باسيل وهذا ما قد يفقده غطاءه الدولي الذي يحميه حتى الآن من السقوط في خانة الإرهاب الأوروبية، وهو الدافع الوحيد لتمسكه به رغم مواقفه المريبة بما يخص السلام مع إسرائيل وعنصريته في بعض الأحيان، فالحزب القوي اقليميًا يحتاج إلى مدافع شرس عنه في المحافل الدولية، يذكر العالم يوميًا أنه مكون لبناني حصل على شرعيته عبر إنتخابات نزيهة و لا يمكن الإستغناء عنه. قد ينجو باسيل من العقوبات اذ ما فشلت اميركا بإثبات إدانته، وقد يحتفظ الحزب بغطاءه مؤقتًا، لكن الأكيد أنها لن تكون الضربة الأخيرة، والأميركي لن يوفر فرصة لفك اللحام بين الطرفين، ودق المزيد من الاسافين في الجسم اللبناني، والضحية واحد، شعب مأزوم محكوم من الخارج ومنهوب من الداخل.

عن رائد غازي سلمان

شاهد أيضاً

راحت السكرة واجت الفكرة

فايزر اللقاح الذي سينقذ لبنان وشعبه من الانهيار الاقتصادي، فايزر الأوروبي امريكي، سوف يحول دون سقوط لبنان وحكومته، وحكامه المتثبتون بمقاعدهم السياسية الى اخر يوم في حياة لبنان لا بل في حياة كل اللبنانيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *