الأحد , أبريل 2 2023

الحريري المنقذ

تحاول الأطراف التي أعادت الحريري اليوم أن تقنع جماهيرها أنه المنقذ، وبأن الوضع سيعود إلى ما هو عليه قبل عام ونصف. وتحاول الأطراف التي رفضت تسميته رئيسًا أن تلبس رداء البطل الذي يرفض أن يعيد فاسدًا ليحكم بالشعب، رغم غرقها بالفساد وتغطيتها عليه، والجماهير في الحالتين تصفق لزعمائها أيًا كان قرارهم، في حالة من الخضوع الغريب لشعب عانى ما يعانيه من منظومة تمسك زمام امره منذ ثلاثين عامًا حتى اليوم.
وسريعًا بدأت فصول هذه المسرحية عبر انخفاض سعر صرف الدولار يما يقارب ال 800 ليرة حتى الآن، وهذا حتى قبل مرحلة التأليف التي يرجح أنها ستؤثر أيضًا على سعر الصرف، و قد انقسمت ردات الفعل بين من هرع لبيع الدولارات التي بحوزته و بين من اعتبره انخفاضا وهميًا يسعى من خلاله الصرافين إلى سحب ما لدى الناس من دولارات لرفع سعرها مجددًا.
يحتاج الحريري إلى غطاء سياسي ليشكل حكومة وعد بأنها ستكون مستقلة بوجوه مختصة، حكومة شبيهة بحكومة الأزمة التي كانت مجرد واجهة للسلطة بأسماء جديدة، وقد سقطت عندما تضاربت مصالح الوطن مع مصالح بعض السياسيين، لذا فإن أي محاولة حقيقية ستقوم بها الحكومة المقبلة من أجل وقف الهدر ومحاربة الفساد ستعجلها آيلة للسقوط مجددًا، فهل يحرك هذا التعنت لدى السياسيين ما تبقى من كبرياء لدى الشعب أم أنه سيتخبط مجددًا في حلقة مفرغة ؟

بقلم زينب شميس

عن ضيوف الموقع

شاهد أيضاً

“كلن يعني كلن”

لم تصب رصاصة “كلن يعني كلن” سوى صدر الحريري، الذي خضع لضغط الشارع و قدم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *