الأحد , أبريل 2 2023

التدحرج صعودا

بقلم الدكتور ظافر الخطيب

لم يقرر الفلسطيني في لبنان بعد أن يغادر تموضعه في مساحة اللاتوازن وانعدام الاستقرار، من وضعية المتلقي السلبي لكل شي يحصل حوله، أكان ذلك على مستوى المدى اللبناني المفتوح على الاقليم والعالم ، او كان ذلك تماهياً طبيعياً مع الحالة الفلسطينية العامة والتي تسر العدو ولا ترضي الصديق.

وهو يدرك في قرارة نفسه، أنه حتى ولو فعل ذلك ، فقد جردته عوامل النحت والتعرية القادمة مع السبعين سنة من اللجوء من قدراته وجعلته رقما هامشيا ، وحولته الى مفعول به غير فاعل ، مجرد القدرات والقوى التي تمكنه من أن يتغير أو أن يتتطور، فكيف به وقد تطلبت اشتباك العوامل و فوضى التيارات ، أن يسير عكسها كي يحقق نفسه.

هذا على فرض أنه قرر ذلك، والثابت تاريخيا، أنه لم يكن طيلة سني معاناته المتدحرجة هبوطاً قادراً على الثبات ايجاباً ومن ثم الصعود، هو لم يستطع اصلاً ان يكيف نفسه مع الواقع، لماذا؟ لانه في كل مرة يأتي متغير جديد سيء و حاد بتاثيراته يقوده حيثما شاء، حتى ولو مثل ذلك انتحاراً وجودياً .

يشي ما تقدم بقدر عالٍ من التشاؤم والإحباط، ذلك أنه يعكس واقع الحال، حين تقودك التيارات العالمية الفاعلة والمتقاطعة مع منظومات المصلحة الفردية والمنتهكة لحقوق الافراد ومصالح الجماعة الاكبر،ذلك أنه يعكس المحصلة النهائية للمسارات التاريخية من التخلي والاستقالة من الادوار التاريخية.

رب قائل يغرد خارج السرب ينظر في افق المستقبل، يغالي في التفاؤل يرى عكس ما تقدم ، ويقول في مقولاته، أن الشعب الفلسطيني ينهض دائما ليهدم كل اسس التشاؤم، يصنع ثورته ، ويغلق كل ابواب الاحتمالات المتشائمة ليفتح الباب على حقيقة واحدة، أنه وجد ليبقى .

عن ضيوف الموقع

شاهد أيضاً

صواريخ غزة الأبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *