الأحد , أبريل 2 2023

الأدب والفنون الجميلة

   الفن هو التعبير عن الجمال والكشف عن مواطنه، وهو بالتالي ينطوي على خطوط وطرق، تجعل التعبير الذاتي الإنفعالي عن حقيقة الجمال، أدقّ وأصعب من التعبير الموضوعي الواضح عن الحقائق العلمية.

   ووسائل الفن تتراوح ما بين موسيقى تعبّر بالنغم، ورسم وتصوير يعتمدان الخطوط والألوان، ونحت يتجسّد في الشكل، ورقص ينساب في الحركة الموقّعة، وأدب يعتمد الكلمة الجميلة! هذه هي الفنون التي انتهى إليها الدارسون إلى نعتها بالجميلة، لأنّ عمل القلب والفكر فيها أغلب من عمل الجسد وأظهر الأدب قمّة هذه الفنون، لأنّ البُنية الأدبية هي خُلاصتها جميعاً. فالأدب يستعير من الموسيقى ألحانها المهموسة، ليُطعّم بها لفظه وجرسه وقافيته ووزنه، فضلاً عمّا يستهدفه في الفنون الأخرى من موادّ الحركة والشكل والخط واللون.

   وإذا وجدنا أنفُسَنا أمام سؤال يطرح نفسه: ما الأدب؟ قد نسارع إلى القول: هو كالمقطوعات النثرية التي قرأناها والمنظومات التي استظهرناها، لكنّ الأدب تحديداً، هو مُجمل مولّدات الفكر البشري المعبَّر عنها بأسلوب لغوي فنّي.

  من هنا فإنّ كلّ ما يدور في خَلَد الإنساني يُمكن أن يُعتبر مادّة أدبيّة، حتّى وإن كان موضوعاً علمياً ( الفلك، الجغرافيا، التاريخ…) شريطة أن يُعبَّر عنه بأسلوبٍ لغويّ جميل. وما الأسلوب إلا لتمييزه عن الأسلوب الموسيقي وغيره من اساليب الفنون الجميلة. وما الأسلوب اللغوي الفنّي، إلّا لسعيه وراء التأثير الجمالي، ولتمييزه بالتالي عن لغة التخاطب العادي.

شاهد أيضاً

يا حُكّام لبنان: أما آن موعد الحل؟

الليرة “المسحوقة” تُعَمِّق التدهور المعيشي… ولبنان إلى المرتبة الأولى عالميًّا بالانهيار!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *